في ظل التحولات البيئية والاجتماعية التي تواجه القارة الإفريقية، يتجلى التعاون جنوب-جنوب كرافعة أساسية لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة. وفي إطار هذه الديناميكية، يواصل وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد محمد صديقي، تكريس الرؤية الاستراتيجية للمملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ، والتي تسعى إلى تعزيز التعاون جنوب-جنوب في مجال الاقتصاد الأزرق، والرفع من مستوى الشراكة بين الدول الإفريقية لتحقيق النمو المستدام في جميع المجالات ذات الصلة.
اللقاءات الثنائية التي أجراها السيد صديقي بعروسة الشمال طنجة الاثنين السابع من أكتوبر مع وزراء الصيد البحري من عدة دول إفريقية شقيقة، على هامش “الأسبوع الإفريقي للمحيطات” ، لم تكن مجرد مشاورات رسمية، بل جسدت روح الشراكة الحقيقية بين المغرب والدول الإفريقية في إطار التعاون جنوب-جنوب، وهدفت إلى تعزيز سبل التعاون في مجالات الصيد المستدام، وتربية الأحياء المائية، وحماية النظم الإيكولوجية البحرية. وقد أكدت هذه المباحثات على التزام المملكة بدعم الشركاء الأفارقة من خلال تبادل الخبرات وتعزيز القدرات في مجالات الاقتصاد الأزرق، وهو ما يعكس توجه المغرب نحو حلول مستدامة للتحديات البيئية التي تواجهها الدول الساحلية.
ولا تقتصر أهمية هذه اللقاءات على التعاون الثنائي فقط، بل تمتد لتشمل بحث آفاق تطوير حكامة الموارد البحرية بشكل مشترك بين الدول الإفريقية، بما يضمن تحقيق الأمن الغذائي وتحسين الظروف المعيشية للمجتمعات الساحلية، التي تعتمد بشكل كبير على الصيد البحري كمصدر رئيسي للرزق. إن الجهود التي يبذلها السيد صديقي، والتي تشمل تفعيل اتفاقيات جديدة وتقوية الشراكات الاستراتيجية في إطار التعاون جنوب-جنوب، تعكس حرص المملكة المغربية على المساهمة الفعالة في تحقيق تنمية مستدامة تعود بالنفع على جميع الدول الإفريقية الشقيقة.
وفي هذا السياق، يأتي هذا الأسبوع الإفريقي للمحيطات كمنصة حيوية لتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية الذي تحتضنه مدينة طنجة ، إذ يشهد مشاركة وزراء وخبراء وعلماء من مختلف البلدان، لمناقشة التحديات والفرص المتعلقة بالاقتصاد الأزرق. وقد أكد السيد صديقي، من خلال مشاركته الفعالة ، أن “اللقاءات شكلت مناسبة للإشارة إلى أهمية تقوية قدرات البلدان الإفريقية من أجل حكامة مستدامة للموارد البحرية وتطوير أسس للنهوض بالإنتاج البحري، من خلال تربية الأحياء المائية، وهو قطاع في طور الازدهار، ومن شأنه سد العجز الحاصل في المنتجات البحرية، والرقي باستهلاك هذه المواد بإفريقيا”.
إن هذه الجهود الدؤوبة، التي يشرف عليها السيد محمد صديقي وزير الفلاحة تحت قيادة جلالة الملك حفظه الله، تبرز المغرب كداعم رئيسي لمبادرات التنمية المستدامة في إفريقيا، وتجسد التزامه الراسخ بدعم التحول نحو اقتصاد أزرق مستدام، قادر على مواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق رفاهية الشعوب الإفريقية، وذلك في إطار تعزيز التعاون جنوب-جنوب الذي يشكل محوراً أساسياً في السياسة المغربية.