أخبارأنشطة جهويةاقتصاد

إقليم جرسيف: انطلاقة واعدة نحو تنمية قروية مستدامة

في سياق التحولات المناخية والاقتصادية التي تواجهها مناطقنا القروية ، يبرز برنامج التنمية القروية المندمج في إقليم جرسيف كإحدى المبادرات الرائدة التي أطلقتها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات اليوم الثلاتاء السابع عشر من شتنبر    تأتي هذه المبادرة في إطار  زيارة ميدانية قام بها السيد محمد صديقي  إلى إقليم جرسيف لتؤكد التزام الحكومة المغربية بتطوير البنية التحتية وتحسين الظروف المعيشية للفلاحين في المناطق الجبلية، بما ينسجم مع أهداف استراتيجية “الجيل الأخضر” الطموحة.

الاستثمار في المستقبل يأتي في صورة برنامج يمتد على مدى سبع سنوات، باستثمار يبلغ 410.9 مليون درهم، ويستهدف دعم أكثر من 100 ألف فلاح في جهة الشرق، بما في ذلك 40 ألف فلاح في إقليم جرسيف وحده. هذا البرنامج يركز على تنويع الأنظمة الإنتاجية المحلية وتنمية سلاسل إنتاج مقاومة للتغيرات المناخية، مثل الزعفران والصبار، في سبيل تعزيز الأمن الغذائي وتحسين دخل الفلاحين، وهو ما يمثل دعامة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة.

وفي ظل التحديات البيئية المتزايدة، يأتي إطلاق مشاريع خاصة بتنمية سلسلة الزعفران والصبار المقاوم للحشرة القرمزية كجزء من الحلول الفعالة التي تعزز من قدرة هذه السلاسل على مواجهة الآفات والتغيرات المناخية. كما تسعى هذه المشاريع إلى دعم التعاونيات الفلاحية المحلية وتثمين منتجاتها، مما يساهم في رفع الإنتاجية وخلق فرص عمل جديدة، مع الحفاظ على الموارد الطبيعية.

إن برنامج التنمية القروية المندمج في إقليم  جرسيف شرق المملكة ، الذي يشمل أيضًا تحسين الأنظمة الهيدرو-فلاحية وفك العزلة عن الضيعات الفلاحية وتطوير وحدات لتثمين القيمة المضافة، يضع الفلاح المغربي في صلب المعادلة التنموية. ويبرز كدليل واضح على التزام الوزارة برؤية تنموية شاملة تسعى إلى تحقيق تحول إيجابي مستدام في المناطق الجبلية، بما يعزز من دور الفلاحة كرافعة أساسية للتنمية المحلية.

وأكد السيد صديقي، على أهمية هذه المشاريع المهمة المندرجة في إطار برنامج تنمية المناطق الجبلية الذي خصص له حوالي 411 مليون درهم، ويهم سلاسل الإنتاج المتأقلمة في المنطقة (أشجار الخروب، ونباتات الزعفران، والصبار).

وأبرز في تصريح للصحافة، أن هذا البرنامج يضم أيضا التهيئة الهيدرو- فلاحية، وفك العزلة عن الضيعات الفلاحية، ودعم الإنتاج الحيواني، وتربية النحل وإنتاج العسل.

وأضاف أن الأمر يتعلق كذلك، بتطوير وحدات لتثمين القيمة المضافة لهذه المنتجات بشكل يساهم في تنمية المنطقة، والرفع من مدخول الفلاحين تحقيقا لأهداف استراتيجية الجيل الأخضر، التي تصبو إلى إبراز طبقة فلاحية وسطى.

في النهاية، تجسد هذه المبادرات الرؤية المتقدمة للمغرب نحو بناء طبقة فلاحية وسطى وتطوير سلاسل إنتاج أكثر مرونة، في مواجهة التحديات المناخية الراهنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى